17.6.08: الشرطة تعتقل مستوطنين مشتبه بهم بالاعتداء الموثق بالفيديو على فلسطينيين
تعيش عائلة النواجعة في خربة سوسيا في مجموعة من الخيم الصغيرة الواقعة جنوب جبل الخليل وإلى الشمال منها أقيمت مستوطنة سوسيا. تعتاش العائلة من الرعي وفلاحة الأرض وهي معرضة لهجمات متكررة من قبل المستوطنين. وقد قامت بتسيلم مؤخرا بتزويد العائلة بكاميرا فيديو في إطار مشروع "الرد بالتصوير".
بتاريخ 8.6.08 خرج عمران النواجعة (32) مع اثنين من أبنائه من أجل رعي غنمه إلى الجنوب من المستوطنة في الأراضي التابعة لمواطن من قرية السموع القريبة. وعلى الرغم من أن الأراضي هي منطقة عسكرية مغلقة أمام الإسرائيليين فقد وصل إلى المكان مستوطنان بواسطة تراكتور وحاولا طرد الرعاة. عندما رفض النواجعة الاستجابة لطلبهم وأخبرهم أن المحكمة تتيح له المكوث في الأراضي، هدده الاثنان وبدأوا بالسفر نحو المستوطنة. أما النواجعة الذي خاف من الاعتداء فقد أرسل أحد أبنائه من أجل استدعاء أبناء العائلة. أما منى النواجعة (25) التي وصلت إلى المكان مع خليل (61)، تمام (60) وربيحة النواجعة (29) فقد تمكنت من توثيق المستوطنين وهم يغادرون المنطقة سفرا.
بعد مرور عشرة دقائق التقطت كاميرا منى التي وقفت على مسافة ملحوظة من مكان الحادث أربعة مستوطنين وهم يسيرون تجاه أبناء العائلة وهم ملثمون ويحملون الهراوات بأيديهم. وتظهر في الفيلم تمام (بقميص بني، من اليمين)، خليل (بقميص أبيض) وعمران (بقميص أحمر وقبعة). وقد هاجم المستوطنون عمران النواجعة وبدأوا بضربه بواسطة هرواتهم.
في هذه النقطة تركت منى الكاميرا وركضت لاستدعاء نجدة. وقد ضرب المستوطنون خليل، تمام وعمران النواجعة حتى سال دمهم ومن ثم غادروا المنطقة. بعد مرور نصف ساعة تقريبا نجح أبناء عمران بايقاف جيب عسكري على الشارع الرئيسي، على بعد مئات الأمتار من مكان الاعتداء، وطلبوا من الجنود الموجودين في الجيب استدعاء نجدة. بعد مرور حوالي نصف ساعة إضافية، لم يقم خلالها الجنود بتقديم أي إسعاف أولي للجرحى، وصلت إلى المكان سيارة إسعاف عسكرية وسيارة شرطة. وقد جرى نقل تمام النواجعة إلى مستشفى "سوروكا" في بئر السبع. وقد قام أحد أبناء العائلة بتوثيق باقي الجرحى وهم ينتظرون وصول سيارة الإسعاف التابعة للهلال الأحمر. وتظهر منى في الفيلم وهي تجلس مع خليل وعمران الجريحن.
خلال الانتظار قام شرطي بجمع إفادات منى وخليل النواجعة وأخذ شريط الفيديو الذي وثق الحادث. وقد تم تسريح تمام النواجعة من المستشفى بعد أربعة أيام من الحادث.