حجارة وغاز و"مطّاط": مستوطنون يشنّون هجمة عنيفة على قرية مادما بدعم تامّ من الجيش
نحو السّاعة الـ 13:00 من يوم الجمعة الموافق 31.01.20شنّ ما يقارب عشرين مستوطنًا بعضهم ملثّمين برفقة نحو عشرة جنود هجومًا على منزل خليل قطّ (46 عامًا) وزوجته زهيّة (36 عامًا) في قرية مادما. وقعت هذه الحادثة حين كان الوالدان في المنزل مع أبنائهما الثمانية المتراوحة أعمارهم بين 3 - 16 عامًا.
جاء المستوطنون بعضهم ملثمين مزوّدين بمقاليع من جهة مستوطنة "يتسهار" وأخذوا يرشقون المنزل بالحجارة فحطّموا زجاج نافذتين في غرف الأولاد. خرج نصر الديّن (16 عامًا) ابن زهيّة ليتحقق مما يجري فيما سارعت زهيّة وزوجها إلى إغلاق جميع نوافذ المنزل وإقفال الباب. انتشر الجنود المرافقون حول المنزل دون أن يحرّكوا ساكنًا لمنع هجوم المستوطنين بل أخذوا يطلقون قنابل الغاز المسيل للدّموع والرّصاص المعدنيّ المغلّف بالمطّاط نحو أهالي القرية الذين هرعوا إلى المكان لنجدة الأسرة ومنعوهم من الاقتراب.
أدناه إفادة زهيّة قطّ - أدلت بها أمام باحثة بتسيلم الميدانيّة سلمى الدّبعي حيث وصفت لحظات المحنة التي ألمّت بها وبأولادها:
"دخلت غرفة الأولاد التي تطلّ نافذتها على جهة الجنوب فشاهدت أكثر من عشرين مستوطنًا بعضهم يحملون المقاليع وبعضهم ملثّمون. كانوا يرشقون منزلنا بالحجارة من مسافة عشرين أو ثلاثين مترًا. رأيت أيضًا جيبين عسكريّين متوقّفين قرب المنزل.
احترت ماذا أفعل أمام هذا الهجوم المفاجئ والمخيف. من جهة أولادي الأربعة الصّغار كانوا يبكون ومن جهة ثانية المستوطنون يواصلون رشق الحجارة. شعرت أنّني على حافّة انهيار. فتحت الباب فرأيت أربعة جنود يقفون عند المدخل. أحدهم صرخ عليّ وأمرني أن أغلق الباب. قلت له "حبًّا بالله! لديّ أطفال صغار والمستوطنون حطّموا زجاج النوافذ" وكان أطفالي ورائي يبكون. دفعني الجنديّ إلى داخل المنزل وأغلق الباب. كانت رائحة الغاز تملأ المنزل وابنتي نور (12 عامًا) أصابها غثيان وكان وجهها شاحبًا".
عندما تجمّع المزيد والمزيد من الأهالي غادر المستوطنون والجنود المنزل وأخذوا في الانسحاب نحو مستوطنة "يتسهار". طاقم سيّارة الإسعاف التي وصلت إلى المكان أسعف الفتى نصر الذي خرج في بداية الهجوم وأغمي عليه لكثرة ما استنشق من الغاز المسيل للدّموع. كذلك أسعف الطاقم طفلًا أصيب بجراح طفيفة من حطام زجاج النافذة. كذلك حطّم المستوطنون مصباح مدخل المنزل وأتلفوا ثلاث شجرات في حديقة منزل عائلة قطّ وخمس شجرات أخرى في حديقة الجيران. أحد الأهالي ممّن جاءوا لنجدة الأسرة أصيب في رجله بالرّصاص "المطّاطيّ" الذي أطلقه الجنود.
يُذكر أنّ هذا هو اعتداء المستوطنين الثاني على منازل مادما خلال شهر كانون الثاني 2020.
قالت زهيّة أيضًا:
"لم نتمكّن من النوم طوال اللّيل خشية أن يهاجمونا مرّة أخرى خاصّة وأنّ النوافذ كانت محطّمة. شعرنا بالخطر. كنّا نظنّ أنّ الشباك المعدنيّة التي وضعناها على النوافذ ستحمينا من حجارة المستوطنين ولكن تبيّن أنّها لا تحمي حقًّا. نخاف أن يلقوا مادّة مشتعلة إلى داخل المنزل ويقتلونا جميعًا. الأولاد يرفضون الخروج من المنزل. ابني زين (5 سنوات) قال لي إنّه لا يريد البقاء في هذا المنزل ويريدنا أن ننتقل إلى منزل آخر في القرية. الآن جميع الأولاد ينامون في غرفتنا وأنا لا أستطيع النوم أصلًا. لا يوجد سور واقٍ حول منزلنا ممّا يسهّل عليهم الظفر بنا. نحن في مشكلة كبيرة. قبل نحو عشرة أيّام هاجم المستوطنون منزل آمنة ويحيى قطّ وحاولوا اقتحامه وفي هذه المرّة هاجموا منزلنا نحن. لقد أصبح الوضع صعبًا جدًّا ونحن في خطر حقيقيّ".
مادما 31.1.2020 - مستوطنون يهاجمون بالحجارة منزلًا في حين أطلق جنود الغاز والرّصاص "المطّاطيّ" نحو الأهالي"