من "يتسهار" يأتي البَلاء
نحو السّاعة 11:30 من يوم الأربعاء الموافق 15.1.20كانت آمنة قطّ (30 عامًا) وهي أمّ لثلاثة أبناء تجلس خارج منزلها الواقع في جنوب قرية مادما مع والدتها سميرة (48 عامًا) وزوجة أخيها دانيا (20 عامًا). ثلاث نساء يستمتعن بصباح شتويّ مشمس يشربن القهوة مع الكعك ويأكلن الفاكهة.
فجأة، لاحظن خمسة مستوطنين ملثّمين قادمين نحوهنّ من مستوطنة "يتسهار". أخذ المستوطنون يرشقون النساء بالحجارة فنهضهن وركضن نحو المنزل. لكنّ دانيا الحامل في شهرها الخامس تعثّرت ووقعت فعادت آمنة وساعدتها على النهوض والمستوطنون يواصلون رشقهما بالحجارة. جُرحت كلاهما من حجارة أصابتهما بالظهر. آمنة أصيبت برجلها أيضًا.
دخلت النساء المنزل وأردن إغلاق الباب وراءهنّ لكنّ أحد المستوطنين لحقهنّ وأخذ يدفع الباب محاولًا منع إغلاقه. بعد جُهد جهيد بذلته النساء الثلاث سويّة نجحن في إغلاق الباب وإقفاله. لم تكن لديهنّ إمكانيّة للاتصال وطلب المساعدة لأنّهنّ تركن هواتفهنّ في الخارج حين نهضن فزعات. عبثًا حاولت آمنة الاستغاثة بالجيران عبر إحدى النوافذ. في هذه الأثناء واصل المستوطنون رشق نوافذ المنزل بالحجارة وخاصّة نحو النافذة التي استغاثت عبرها آمنة. لقد حطّموا زجاج إحدى النوافذ رغم وجود الشبك المعدنيّ. عندما انسحب المستوطنون اتّصلت آمنة بأفراد أسرتها. جاء أيضًا عدد من الأقارب وأخذوا دانيا إلى المستشفى لإجراء فحوصات.
أدناه مقطع من إفادة آمنة قطّ - أدلت بها غداة الحادثة أمام باحثة بتسيلم الميدانيّة سلمى الدّبعي:
"لا يمكن البقاء في المنزل في وضعه الحالي. اقترحت على زوجي أن ننتقل إلى منزل والديه مؤقتًا إلى حين تأمين منزلنا بشكل أفضل. منزلنا آخر المنازل في القرية وهو الأقرب إلى المستوطنة ويجب أن نبني جدارًا عاليًا حول المنزل وأن نؤمّن المنزل بشكل أفضل. يلزمنا أيضًا سيّارة لنقلّ الأولاد إلى المدرسة ومنها لكيلا يمشوا وحدهم في الطريق. أخشى طوال الوقت أن يختطف المستوطنون أولادي في طريق عودتهم من المدرسة ويقتلوهم.
ما زلت متأثرة وخائفة ممّا حدث. لم تغمض لي عين حتى للحظة واحدة طوال الليل ورجلي اليسرى ما زالت تؤلمني. كلّما أغمضت عينيّ تخيّلت المستوطن وهو يدفع الباب بقوّة ونحن ندفع من الدّاخل لكي نغلق الباب. لا أنسى صورة زوجة أخي وهي ملقاة على الأرض ولا التوتّر الذي أصابني حين حاولت إنهاضها وإدخالها إلى المنزل قبل أن يظفر بنا المستوطنون. كنّا في حالة يُرثى لها. ما زلت لا أصدّق ما حدث لنا. إنّه أمرٌ لا يمكن استيعابه".
مادما 15.1.2020 – مستوطنون هاجموا بالحجارة ثلاث نساء في باحة منزلهنّ وحاولوا اقتحام المنزل.