يصف التقرير واقع الحياة في حيّ العيساويّة المقدسيّ بعد مضيّ 53 سنة على ضمّه إلى إسرائيل. تحوّل الحيّ خلال السّنة إلى الأخيرة إلى ميدان اشتباك دائم ويوميّ بسبب الحملة التي تشنّها الشرطة ولا تهدف منها سوى التجبّر بالأهالي. لكنّ هذه الحملة ليست سوى جزءٍ من الصّورة الكاملة: في التقرير تحلّل بتسيلم السّياسة التي تطبّقها إسرائيل في الحيّ منذ ضمّته إلى حدودها وهي سياسة قوامها نهب الأراضي والإهمال المتعمّد وغياب التخطيط - وعُنف الشرطة المطبّق بتطرّف وحشيّ في هذا الحيّ.
بيّن التحليل الذي أجرته بتسيلم لورقة الموقف التي قدّمها المستشار القضائيّ للحكومة والتي زعم فيها أنّ محكمة الجنايات الدوليّة لا تملك صلاحيّة قضائيّة تخوّلها النظر في الوضع في المناطق المحتلّة، أنّ المستشار استند فيه أساسًا إلى اقتباس مقتطفات مجتزأة بطريقة ممنهجة وتجاهُل أحكام القانون الدوليّ وعرض صورة لواقع غير موجود. على العكس من ذلك فإنّ المحكمة تملك صلاحيّة التحقيق وهو تحقيق ضروريّ إزاء ما يجري على أرض الواقع. نشرت بتسيلم صباح هذا اليوم ورقة موقف تدحض فيها المزاعم التي استند إليها المستشار القضائيّ للحكومة أفيحاي مندلبليط لدى تشكيل موقفه القضائيّ الذي يُنكر على المدّعية العامّة لمحكمة الجنايات الدوليّة صلاحيّة التحقيق شبهة وقوع جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل.
بين أيديكم نبش في الماضي. حادثة واحدة من كلّ سنة منذ عام 1989: قتل وجرح وضرب ارتكبته أيدي الجنود. في كلّ حادثة تجدون إفادات سجلناها فورًا بعد وقوع الحادثة والطريقة التي طُمست بها حقائق الحادثة على يد أحد الأذرع القضائيّة للدولة، ثمّ إفادة سجلناها خلال السّنة الأخيرة من الضحيّة أو من أحد أفراد الأسرة حدّث فيها عن أحلام تهاوت وحياة انهارت في تلك اللحظة ولم تعد إلى سابق مجراها. العُنف وطمسه سلسلتان تتضافران سويّة لتشكّلا معًا الحمض النووي المكوّن للاحتلال - لأنّه بدون عُنف الدّولة الذي تقوم به أذرع قوّات الأمن لا يمكن قمع شعب والسّيطرة على حياته كما لا يمكن بدون ضمانة الطّمس أن ترضى قوّات الأمن بممارسة العُنف. إنّها صفقة ظلاميّة عُقدت بين السلطة و"الأمن". صفقة لا تقوم للاحتلال قائمة بدونها ولا تدوم سيطرة.
التقرير يُظهر كيف تتذرّع إسرائيل بحجج أمنيّة لكي تطبّق في منطقة مركز مدينة الخليل سياسة جعلت حياة السكّان الفلسطينيّين جحيمًا لا يُطاق بهدف دفعهم إلى الرّحيل عن منازلهم. تعتمد هذه السياسة آليّات الفصل الحادّ والمتطرّف التي تطبّقها إسرائيل في المدينة منذ 25 عامًا، منذ المجزرة التي ارتكبها باروخ جولدشطاين بهدف تمكين ثلّة مستوطنين من السّكن في قلب مدينة فلسطينيّة مكتظّة. هذه السياسة خرق لحظر النقل القسريّ الذي يُعتبر جريمة حرب.
مع اقتراب انعقاد مجلس حقوق الإنسان التابع لهيئة الأمم المتحدة يوم الاثنين الموافق 18.3.19 لمناقشة تقرير لجنة التحقيق في موضوع المظاهرات قبالة الشريط الحدوديّ في غزّة نشرت بتسيلم ورقة موقف توضح فيها لماذا يجب التعامُل مع التصريحات الإسرائيليّة حول فتح 11 ملفّ "تحقيق" في حالات مقتل متظاهرين على أنّها مجرّد خطوة دعائيّة. وفي رسالة وجّهها مدير عامّ بتسيلم إلى رئيس لجنة التحقيق السيّد سانتياغو كانتون جاء أنّه يجب رفض شبكة الأكاذيب التي حاكتها إسرائيل فيما هي تواصل القتل: "ليس لدى إسرائيل أدنى قدْر من الاستعداد للتحقيق في سياستها نفسها والتنديد بها أو مساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها".
التقرير يُظهر كيف شرعن قضاة المحكمة العليا جهاز التخطيط في الضفة الغربية ومكّنوا إسرائيل من مواصلة تنفيذ سياسة مخالفة للقانون. مرارًا وتكرارًا تجاهل القضاة في قراراتهم حقيقة أنّ جهاز التخطيط يفرض حظرًا شبه تامّ على البناء الفلسطيني بهدف إتاحة استيلاء إسرائيل على أكبر مساحة ممكنة من الأراضي الفلسطينيّة. يصدر التقرير تحت عنوان "عدلٌ زائف: مسؤولية محكمة العدل العليا عن هدم منازل الفلسطينيين وسلبهم " وهو يستند إلى بحث شامل تقصّى مئات الالتماسات التي نظرت فيها المحكمة والأحكام التي صدرت عنها بخصوص بقضايا هدم منازل الفلسطينيّين في الضفّة الغربيّة - ويبيّن التقرير أنّ القضاة لم يقبلوا في أيّ منها ادّعاءات الملتمسين الفلسطينيّين.
منذ ابتدأت موجة التظاهر عند السّياج الحدوديّ قتل الجيش 32 فلسطينيًّا في قطاع غزة بينهم 26 متظاهرًا. إضافة إليهم فقد جُرح أكثر من ألف فلسطينيّ جرّاء إطلاق الرّصاص الحيّ. رغم هذه النتائج رفضت جميع الجهات الرسميّة ولا زالت ترفض إلغاء هذه التعليمات المخالفة بوضوح للقانون بل تواصل تبريرها وإصدار الأوامر بتطبيقها. استعدادًا لتجدّد المظاهرات اليوم الجمعة - الموافق 13.4.2018 - تنشر بتسيلم ورقة موقف تعرض فيها نتائج التحقيق الذي أجرته حول أحداث يوم المظاهرات الأوّل (الجمعة الموافق 30.3.2018). تتضمّن الورقة أيضًا تحليلاً قانونيًّا يوضح لا قانونيّة تعليمات إطلاق النار التي تسمح بإطلاق النيران الحيّة على المتظاهرين العزّل الذين لا يشكّلون خطرًا على أحد.
تعتقل إسرائيل في كلّ سنة مئات القاصرين الفلسطينيين وتنتهك حقوقهم بعمليّة منهجيّة وبأداء منظومة مكرّسة طوال العملية: بدءًا بالاعتقال ومرورًا بالتحقيق وانتهاءً بالمحاكمة أمام المحكمة العسكرية للشبيبة. هذه العملية يخضع لها القاصرون وهم وحيدون تمامًا ومعزولون عن أُسرهم ودون أيّة مشورة قانونيّة. تفاخر الدولة بتغييرات أجرتها في السنوات الأخيرة على جهاز القضاء العسكري للشبيبة وتدّعي انّها حسّنت كثيرًا الحماية المستحقّة للقاصرين خلال الإجراءات المتّخذة في حقّهم. لكنّ هذه التغييرات - من حيث هي شكليّة لا أكثر لم تحصّن في الواقع حقوق القاصرين بل أضفت الشرعية على جهاز القضاء العسكريّ خاصّة ونظام الاحتلال عامّة.
التقرير يكشف كيف تستغلّ إسرائيل أراضي الضفة الغربية لمعالجة النفايات التي تُنتَج ضمن حدودها - وبضمنها نفايات خطرة - مستخدمة في ذلك قوّتها كدولة احتلال، في تجاهل تامّ للفلسطينيين، إذ يجري استبعادهم عن عمليّة صُنع القرارات، فيما هم يتعرّضون لأخطار بيئيّة وصحّية لا يتمّ إعلامهم بها. هذا الواقع ليس سوى لبنة أخرى في سياسات تواظب إسرائيل عليها من خمسين سنة، مستغلّة المجال الفلسطيني وسكّانه لأجل تعزيز مصالحها، وكأنّه يقع ضمن حدودها السياديّة.
تقرير مشترك مع مركز الدفاع عن الفرد
التقرير يكشف كيف تنتهك السلطات الإسرائيلية على نحوٍ منهجيّ وواسع النطاق حقوق الإنسان للفتيان الفلسطينيين الذين يجري اعتقالهم كلّ سنة في القدس الشرقية. في 60 تصريحًا وصف فتيان كيف جرى انتزاعهم من فراشهم ليلاً وتكبيلهم والتحقيق معهم في انتهاك لحقوقهم؛ ثمّ اعتقالهم في ظروف صعبة، وأحيانًا لفترات طويلة. هذه الممارسات هي جزء من سياسة تتّبعها إسرائيل في المدينة، تعتبر وجود الفلسطينيين هناك غير مرغوب فيه.
يعرّف القانون الدولي الاحتلال كوضع مؤقت لكن بعد مضيّ أكثر من خمسين سنة لا يمكن اعتبار الواقع في الأراضي المحتلّة مؤقتًا ومن الوهْم التمسّك بأمل أن تغيّر إسرائيل هذا الواقع. في السنة الواحدة والخمسين على الاحتلال تنشر بتسيلم صيغة منقّحة من الوثيقة تعكس الواقع الحاليّ في الأراضي المحتلّة. الحقائق الواردة في الوثيقة معروفة وكذا ما تنطوي عليه من معانٍ. كذلك معاني الوقوف جانبًا دون عمل شيء معروفة: استمرار الوضع القائم. المطلوب اليوم القيام بخطوات حازمة تعكس وقف التعاون مع الاحتلال في البلاد والعالم.
في العقدين الأخيرين أنشأت الدولة واقعًا يمكّنها من التملّص شبه التامّ من دفع التعويضات للفلسطينيين المتضرّرين على يد قوّات الأمن، رغم أنّ هذا واجبها الذي ينصّ عليه القانون الدولي. تقرير جديد تنشره بتسيلم هذا الصباح (الأربعاء، 8 آذار) يتقصّى كيف جرى ذلك ويبيّن النتائج المترتّبة عليه: تشهد السنوات الأخيرة انخفاضًا حادًّا في عدد دعاوى التعويضات التي يقدّمها فلسطينيون، كما أجريت "تخفيضات" على الثمن المدفوع مقابل الأضرار اللاحقة بهم. هذا النهج الإسرائيلي يكشف عُمق الاستهتار بحياة الفلسطينيين وسلامة أجسادهم وممتلكاتهم.
يكمن في جوهر نظام الاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء الاحتلال، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.