
أكثر من مرّة عانى سكّان قرية قُصرة المقيمين في الناحية الجنوبيّة من القرية جَوْرَ "جيرانهم" من بؤرة "إيش كودش" الاستيطانيّة لكنّهم لم يتوقّعوا أبداً أن يبلغ الأمر بهم حدّ مهاجمة منازلهم أثناء العزل المفروض عليهم عقب تبيُّن وجود ثلاثة من أهالي القرية مصابين بالكورونا. لكنّ المستوطنين ارتأوا غير ذلك: في الرّابعة والنصف من بعد ظهر يوم الاثنين الموافق 6.4.20 شنّوا هجوماً بالحجارة على منازل القرية.
قام بهذا الهجوم نحو 12 مستوطناً جاءوا إلى قُصرة من جهة بؤرة "إيش كودش" الاستيطانيّة. استنجد أصحاب المنازل بأهالي القرية فهرع منهم العشرات وصدّوا المستوطنين الذين لاذوا بعد ذلك بالفرار نحو البؤرة الاستيطانيّة التي تبعد نحو كيلومتريْن من المنازل التي تعرّضت للهجوم. يُشار إلى أنّ هذه المستوطنة أقيمت في العام 2000 - ونعم كما تتوقّعون على أراضي قريتي قُصرة وجالود.
بعد مضيّ دقائق معدودة وصل إلى موقع الهجوم نحو خمسة جنود وفي أعقابهم عاد المستوطنون أيضاً. أطلق الجنود نحو الأهالي قنابل الغاز المسيل للدّموع والرّصاص المعدني المغلّف بالمطّاط فاندلعت مواجهات استمرّت إلى أن حلّ الظلام. حين كان المستوطنون ينسحبون مجدّداً نحو بؤرة "إيش كودش" الاستيطانيّة أصيب طفل من القرية جرّاء استنشاق الغاز وجُرح اثنان من الأهالي البالغين بالرّصاص "المطّاطيّ" وتلقّى الثلاثة العلاج في الموقع نفسه.