آلاف البشر الذين يعيشون في التجمعات الفلسطينية المنتشرة في منطقة C في الضفة الغربيّة معرّضون لخطر حقيقيّ بترحيلهم من قبل السلطات من مواقع سكناهم بتسويغات مختلفة. سنركّز هنا التقارير الجارية التي ترِد من باحثي بتسيلم حول وضع التجمّعات ومحاولات السلطات لطردهم. أنقروا على أماكن وجود التجمّعات (المشار إليها بالأرقام) وعلى أيقونات الخيام على الخارطة، من أجل الحصول على معلومات إضافيّة تتعلق بالتجمّعات الماثلة لخطر الترحيل.
المعلومات المعروضة في المدوّنة تعكس صورة الوضع كما هي معلومة لنا الآن، وسنستمرّ بإدخال المستجدّات بشكل مستمر بناء على المعلومات التي سترِد من الميدان. لمعاينة خلفية عن تجمّعات تواجه خطر الطرد يُرجى انقروا هنا
قرابة التاسعة والنصف من صباح الثلاثاء الموافق 8.12.20 وصل مندوبو الإدارة المدنية مزودين بشاحنتين برافعات يرافقهم جنود إلى منطقة رأس عين العوجا في محافظة أريحا. عند قدوم القوات تجمّع السكان في المكان واحتجوا على هدم المنشآت فألقى الجنود نحوهم قنابل الغاز المسيل للدموع. فككت القوات وصادرت ثلاثة بركسات كانت معدة لسكن ثلاث أُسر تعدّ معا 19 فردا وبضمهم 9 أطفال وكذلك ثلاثة بركسات كانت ستستخدم زرائب للماشية وواحدا لتخزين العلف. كان عدد من البركسات قيد الإنشاء.
قرابة الواحدة من ظهر اليوم الأربعاء الموافق 2.12.20 وصل مندوبو الإدارة المدنية يرافقهم جنود إلى تجمع بيرين الواقع شمال شرق بلدة يطا. صادرت الفوات حفارًا يملكه أحد سكان مدينة الخليل وقد كان يُستخدم آنذاك لترميم طريق زراعية في المنطقة.
قرابة التاسعة من صباح اليوم الثلاثاء الموافق 1.12.20 وصل مندوبو الإدارة المدنية مزودين بشاحنتين مع رافعات وجرافة وحفارة، يرافقهم عناصر من شرطة حرس الحدود والجنود، إلى منطقة تل زيف في قرية زيف الواقعة شمال شرق بلدة يطا في محافظة الخليل. هدمت القوات كهفًا كان يستخدم مخزنًا لأغراض زراعية يملكه أهالي القرية. فضلًا عن ذلك فقد صادرت القوات كرفانين كانا يستخدمان لأغراض زراعية يملكهما اثنين من سكان الخليل.
منذ 2 تشرين الثاني يُجري الجيش طيلة أيّام الأسبوع ما عدا الجمعة والسبت تدريبات عسكريّة تشمل إطلاق نيران خفيفة وقذائف دبّابات في منطقة الأغوار وتحديداً في مراعي التجمّعات الفلسطينيّة وقرب مناطق سكناها. غنيّ عن القول أنّ هذه التدريبات تعرّض للخطر حياة السكّان وتمسّ بمصادر رزقهم.
حتى الآن جرت التدريبات في الأغوار الشماليّة وخاصّة في جوار تجمّعات الفارسيّة وخربة المالح والبرج وخربة سمرة وخربة إبزيق. بعض السكّان ارتأوا إخلاء منازلهم خلال التدريبات خوفاً على حياتهم كما امتنعوا عن الخروج مع مواشيهم إلى المراعي. في منطقة خربة المالح جرت تدريبات على بُعد نحو مائة متر فقط من منازل السكّان وفي مناطق أخرى على بُعد نحو ثلاثة كيلومترات. طوال فترة التدريبات كان الجنود يطلقون قذائف دبّابات نحو مناطق جبليّة ونحو المراعي.
في يوم الثلاثاء الموافق 4.11.20 دهم مندوبو الإدارة المدنيّة وجيبات عسكريّة تجمّعات البرج وعين التينة ونبع الغزال في منطقة الأغوار وأبلغوا السكّان هناك أنّ الجيش سيقوم بتدريبات في منطقة سكناهم ولذا عليهم إخلاء منازلهم في ساعات محدّدة كلّ يوم ابتداءً من يوم الثلاثاء القادم. لكنّ قوّات الجيش جاءت في نهاية المطاف وتدرّبت دون إخلاء السكّان فاضطرّ هؤلاء إلى إخلاء منازلهم بأنفسهم في خضمّ التدريبات خوفاً على حياتهم كما امتنعوا عن الخروج مع مواشيهم إلى المراعي.
وكان مئات الجنود قد تدربوا خلال الأسبوع الماضي (من 15 إلى 19 تشرين الثاني) في مراعي خربة المالح على بُعد نحو مائة متر من منازل السكّان وقد أطلقوا خلال التدريبات قذائف دبّابات ومنعوا السكّان من رعي مواشيهم في المنطقة.
نحو الثامنة والنصف من صباح يوم 24.11.20 دهم مندوبو الإدارة المدنيّة وجنود تجمّع عين الميتة وتجمّع البرج وأمروا عشر أسر أن تُخلي منازلها وتمكث حتى الرّابعة عصراً في مكان يبعد نحو مائة متر جنوب التجمّع. يُذكر أن الأسر تعدّ معاً نحو 60 شخصاً معظمهم قاصرون.
قرابة الثانية والنصف ظهرا من يوم 18.11.20 وصل جنود مزودين بجرافة يرافقهم عناصر الشرطة إلى منطقة مسافر يطا الواقعة في تلال جنوب الخليل. أغلقت القوات بواسطة الصخور والتراب طريقين ترابيين يؤديان إلى تجمع شعب البطم ومن هناك واصلوا غربا إلى تجمع خربة وادي إجحيش وأغلقوا طريقين ترابيين يؤديان إليه. تربط هذه الطرق التجمع بشارع 317. سبق وأغلق الجيش في الماضي الطرق المؤدية إلى تجمع شعب البطم وأزال السكان السدّة. إغلاق الطرق هو جزء من روتين التجبر الذي تمارسه السلطات بسكان التجمعات الفلسطينية في جنوب تلال الخليل وفي مسافر يطا على وجه الخصوص في إطار مساعيها لتهجيرهم من منازلهم وأماكن سكناهم.
حو التاسعة من صباح يوم الثلاثاء الموافق 17.11.20 دهمت الإدارة المدنيّة وجيبات عسكريّة ترافقها جرّافة منطقة تقع شمال شرق خربة عاطوف. هدم القوّات "بركس" أرضيّته من باطون وجدرانه من ألواح معدنيّة يُستخدم لأغراض زراعيّة. صاحب البركس وهو من سكّان القرية كان قد تسلّم في 10.5.20 أمر وقف عمل.
لاحقاً نحو السّاعة 11:00، دهم جنود ترافقهم جرّافة قرية فروش بيت دجن وهدموا بركة تُستخدم لأغراض زراعيّة يملكها أحد سكّان القرية.
نحو السّاعة 12:00 ظهراً دهمت خربة أمّ الجمال قوّات عسكريّة ترافقها رافعة قامت بتفكيك ومصادرة خيمة اعتصام احتجاجيّ نصبها ناشطون أحدهم من طوباس والآخران من رام الله تضامناً مع أهالي المنطقة. وكان جنود قد أوقفوا الناشطين الثلاثة قبل ذلك بيومين في 15.11.20 وصادروا سيّارة أحدهم.
ونحو السّاعة 13:00 ظهراً دهمت الإدارة المدنيّة وجيبات عسكريّة تجمّع خلّة خضر في منطقة الفارسيّة ومعهم شاحنة مزوّدة برافعة. قامت القوّات بتفكيك ومصادرة كرفان تسكن فيه عائلة مؤلّفة من 3 أنفار بضمنهم طفل، كما هدموا مرحاضاً وخزّان ماء. يُذكر أنّ الكرفان والمرحاض والخزّان كانت قد تبرّعت بها منظّمة للغوث الإنسانيّ بعد أن هدمت قوّات الأمن منزل العائلة.
عصر يوم الأحد الموافق 15.11.20 دهم جيب عسكريّ منطقة خربة أمّ الجمال في الأغوار الشماليّة واحتجز شخصاً من سكّان طوباس وشخصين من رام الله أقاموا هناك خيمة اعتصام تضامناً مع سكّان المنطقة. اقتاد الجنود المتضامنين الثلاثة إلى معسكر للجيش شرقيّ خربة سمرة وبعد التحفّظ عليهم لمدّة ساعتين تقريباً أخلي سبيلهم ولكن صودرت سيّارة المتضامن من طوباس.
في مساء اليوم نفسه دهم جنود أراضٍ زراعيّة في موقعين شرقيّ الحديديّة في الأغوار الشماليّة يُدعى أحدهما الرّواق والآخر ميدان العبد. صادر الجنود أربع تراكتورات استُخدمت لفلاحة أراضٍ تملكها عائلات من طوباس. ثلاثة من التراكتورات يملكها شخص من طوباس والرّابع يملكه شخص من خلّة مكحول. أمر الجنود سائقي التراكتورات أن يقودوها إلى مستوطنة "روعي" ومن هناك إلى معسكر للجيش يقع شرقيّ خربة سمرة.
قرابة الساعة 11:00 من يوم الثلاثاء 3.11.20 وصل مندوبو الإدارة المدنية مزودين بجرافتين وحفارتين ترافقهم جيبات عسكرية إلى خربة حمصة الواقعة في الأغوار. هدمت القوات 18 خيمة وبركس كانت تسكنها 11 أسرة تعدّ معا 74 فردا وبضمنهم 41 قاصرا. هدمت القوات كذلك 29 خيمة وبركس كانت تُستخدم زرائب للماشية وثلاثة بركسات مخازن وتسع خيام مطابخ وعشرة مراحيض متنقلة ولوحين شمسيين و- 23 صهريجا للمياه وعشر حظائر للماشية وأوعية لوضع الطعام والماء للماشية. كما أتلفت القوات ما يفوق الثلاثين طنا من العلف والماء وصادرت سيارتين وتراكتورين يملكها ثلاثة من السكان.
قرابة العاشرة ليلًا من يوم الثلاثاء الموافق 3.11.20 وصل مندوبو الإدارية المدنية يرافقهم عشرات الجنود إلى خربة إبزيق الواقعة في الأغوار الشمالية وأغلقوا مدخل التجمّع وتفرقوا بين المنازل. بقيت القوات في المكان حتى التاسعة صباحًا وصادرت تسعة تراكتورات وخمسة صهاريج مياه وخمس عربات جر وسيارتين خاصتين يملكها سكان التجمع.
يكمن في جوهر نظام الاحتلال الإسرائيلي انتهاك منهجيّ لحقوق الإنسان. تعمل بتسيلم لأجل إنهاء الاحتلال، إدراكًا منها أنّه بهذه الطريقة فقط يمكن تحقيق مستقبل يضمن حقوق الإنسان، الديمقراطية، الحرّية والمساواة لجميع الأفراد - فلسطينيين وإسرائيليين - القاطنين بين النهر والبحر.